مرســـــى الوفاء

ركبت سفينتي مودعةً شواطىء الحرمان ..


و تاركةً خلفي دنيا من القهر والأحزان ..


لأصل الى مرافىء الخير و الأمان ..


حكي لي أن هناك مدينة تدعى " مدينة الأصدقاء " ..


في تلك المدينة .. أناس يتنفسون الوفاء ..


و لهم قلوبٌ تنبض دوماً بالصفاء ..


توجهت إليها لأتخلص من كل شقاء و عناء ..


فأنا في هجرتي كنت أبحث عن صديقة .

.
أخت هي لي ورفيقة ..


تملىء حياتي بكل ساعة ودقيقة ..


واجهت برحلتي أناس كثار ..

منهم الوفيّ ومنهم الغدّار ..


إلى أن شائت الأقدار ..


ان ترميني على شواطىء الانتظار ..

فلقد طالت رحلتي ..


و مللت من وحدتي ..


و سُرقت البسمة من مقلتي !


فإذ بي ألمح طيفاً من بعيد ..


جالباً لي كل ما هو سعيد ..


ليبث الأمل في أنفس العبيد ..


الأمل ؟!


نعم انه طيف الأمل ..


جاء لينقذني من قبضة الملل ..


و يعيد البسمة الى المقل ..

استكملت مسيرتي الطويلة ..


لأصل الى صحراء جميله ..

نعم .. صحراء جميله ..


فيها خير كثير .. و وفاء وفير ..


وإخلاص ليس له نضير ..


و أخيراً وبعد طول إنتظار ..


وبعد رحلةٍ مليئةٍ بالأخطار ..


واجهت بها الفُساق والآخيار ..


حطت رحالي الى مدينة الأصدقاء ..


حيث حظيت بسعادة وافرة ورخاء ..


ولكن عليّ أن اختار من الناس جمعاء ..

من يبادلني الحب و الإخاء ..


و أوقف سفينتي بمرسى الوفاء !


ما أقساها من رحلةٍ طويله ..


بكل عنائها جميلة ..

و بعد هذه الرحلة .. هل أستحق ان انال صديقة وفيّه ؟