عاشر من تعاشر فلابد من الفراق؛؛

عندما تبدأ بضم حاجياتك.. و أعينهم تترقب بصمت
و أفواههم مطبقة رعباً من لفظ الوداع؛

فتضمّ عينيك أعينهم
و تأبى كلماتك و أحرفك الترجل
معلنة لك رفضها لانسلالك من بينهم؛

عندما تعلن لك صافرة الانذار دنو المغادرة
تبحث عنهم
لتراهم هنالك تتوسلك أعينهم بالبقاء
و تصافحك أيديهم على أمل اللقاء؛


حينما تحاول كلماتك الترويح عنهم
و تبدأ تعليقاتك المازحة بمحاولة يائسة منها لتلطيف الجو المشحون
بأتراح الوداع
فتخسر لأول مرة رؤية ابتسامتهم
و سماع قهقهتهم
فتستسلم بطبع قبلات الوداع على وجناتهم
و منحهم ابتسامة يتيمة
فيبادلونك بدموع.. و كلمات أبت أن تُلفَظ يومها؛

فترحل
مخلفاً لهم بعضاً من بقاياك.. خوفاً من اغتيال مساحتك
في ذاكرتهم
و خوفاً من رحيلك التام من أيامهم القادمة

و ترحل
فتبدأ دموعك بالانهيار
حتى على اللحظات البائسة بينهم
فمرارتها تتحول لحلاوة في تلك اللحظات
و عيوبهم تتحول الى مزايا و حسنات
فتحنُّ لهم من أول لحظة فراق
و تحن لحكايا لطالما أزعجتك و أثارت تذمرك
لسخافات كثيراً ما أزعجتك؛

و تتساءل.. هل سيظل الحنين و هل ستظل معلقاً بذاكرتهم
أم ستطويك الأيام و السنسن و تصبح مجرد شخص مجهول الهوية
بعد سنسن قادمة

عاشر من تعاشر فلابد من الفراق؛؛