دوَّامـــــــــــــــــــــة

حينما يشذُّ اللَّحنُ ،،
و ترتفعُ أصواتُ النُّقادِ باللَّعناتْ ،،
يصبحُ السُّقوطُ .. سهواً ،،
إلى الأعلى .. !! ..{


اضغط هنا لترى الصورة بحجمها الطبيعى


تخطَّى الأسى كفَّ الرحيل و مضى ..
في فضاءاتٍ لم يحبِّذ أن يُرى فيها ..
أطبق الصَّمتُ و تماوج الهمُّ في مقلتيه ..
و تنادت شعيراتُ رأسه لتستمع إلى أنشودة المنفى !!

يندرُ وجوده هنا .. فكيف أتى ؟!
كان حريٌّ به أن يبقى بجانب تلك المدفأة العتيقة .. أو لعلَّها كانت فكرة جيدة لو تدثَّر بردائه و مضى في شوارع المدينة ..
بحثاً عن المال .. القطط الضَّالة .. و الهمِّ المنتظر ..

تناول من قميصه قطعة بسكويت " متعفنة " .. كان قد قرر أن يفترسها حالما يصل إلى الهدف ..
و لكنَّه .. ألقى بها في الزاوية لمّا أذهلته مفاجأة تعفُّنها .. و مضى في نفس الطريقْ !
تراكمت ذرات الحقد في فيه .. و انسلَّت برقة على جنبات قلبه .. مُدغْدغَةً فيه ..
بقايا شيطانية .. قاومها فقاومته .. و انتصــــــــــرتْ !




هل كان يجدرُ به البقاء في الدّاخل .. أم لعلَّه أصاب بفكرة الخروج ؟؟!
احتارت الأفكار في عمق العمق ... و تعاظمت مأساته ..
لقد غادر اليوم .. منتصراً .. على أفكاره .. مشاعره .. فيفاجأ في منتصف الطريق ..
بالخيبة .. و العـــــــار .. و فشل مدقع !!
و تمادى في فشله .. و تمادى .. إلى أن وصل إلى نقطة الصفر ..
من حيث بدأنا نعود .. و كيف نعود ؟؟ .... لاشيء .. أصفار !!





لاشيء يبحث عن شيء ... عن وجود .. عن كينونة ..
من أنا ؟؟ ... و ما هيتي ؟؟!
من أين بدأت ؟؟ .... و كيف أنتهي ؟؟ .... و لماذا أبدأ ..... و لم أنتهي ؟؟!

أصيب بدوامة من خبائث الأفكــــــــار .. و خواطر الشيطان ..
و اللعنة ما زالت تطوف ..
تطنُّ في أذنيه .. تصعقه ..
يحس بهـــــا .. كأنَّها لسعات الدَّبابير !





قرّر العودة من حيث أتى ..
عاد إلى هناك ..
إلى حيث المدفأة العتيقة ..
و أكوام الورق ..
و أكوام الذكريات ..

عازمــــــــــاً .. ألَّا يعود ..
إلى هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا !!