آخر عيد حب

"يسير بخطى ثقيلة تحت الأمطار يبحث عنها في المكان....يشاهد الآخرين يملأون السماء ضحكا ولعبا ...يلبسون الأحمر ..ويتبادلون الهدايا.. يواصل البحث... الجميع يحدقون ببقاياه ...يواصل السير حيث قدماه لم تعد تحملاه ...يلتفت هنا وهناك ...لا يجدها ...يقرر النزول هناك حيث الحب يمكن ان يختبئ خلف الأشجار ....يقف مدهوشا امام جسدين ملتحمين ...يتصبب عرقه ويختلط بقطرات المطر على وجهه ...يتحرك حيث يكتشف ...انها ليست هي يحمد الله ... تتفحص يده المرتجفة تلك الوردة الحمراء في جيبه ...يعرج هناك حيث لم يعد مكان غيره يجدها فيه ...قالت سابقا هنا ترى الجميع ولا يرونك ....بحث لاهثا عن المكان ...الأمطار تزداد غضبا ....وأصابعه تطوق الوردة لا بد ان تبقى يانعة تلفظ حبه تلفظ انفاسه الأخيرة ...اخيرا وصل المكان وجده كما كان صامتا يحمل بقايا عطرها الفرنسي ...اقترب وجلس ونظر إلى حيث كانت تجلس دائما ...تذكر ملامحها الطفولبة ...تذكر ضحكتها التي كانت تملأ المكان ...تذكر عينيها تذكر لمسة يديها فسرت في بدنه قشعريرة جعلته يعاود ادراجه ...عاد إلى حيث كان شريدا تهز الريح اكتافه ...هم بالخروج لولا انه تحسس الوردة في جيبه فلم يعثر عليها تذكر ربما نساها في ذلك المكان ...عاد مسرعا فربما احست وردته الحمراء بالبرد ..وهو الذي ارادها ان تنام تحت مخدتها ...اقترب من المكان مجددا ...شاهدها... شاهدها نعم هي ... ذاك شعرها البني ...وذلك معطفها الأحمر ...وتلك مظلتها السوداء ...إنها هي أخيرا وجدها ...وليته ما وجدها ...ليته ما عرفها ..ليته مات قبل ان يراها تقاسم مظلتها مع آخر ...تقاسمه لوح الشوكلاه ...تضحك تبتسم ...يهمس في إذنها تذوب تذوب ... وهو ظل في مكانه مكتف الإحساس ...يجلده المطر ...يراقبها في حظنه ....يراقب وردته الحمراء على الأرض تكتم انينها ...تتفتت ...تحت اسياخ المطر...وينسدل الستار ...وهو ما زال يشاهدهما تحت المظلة يضحكان