هذا رأيي

وقاحة
الوقاحة مصطلح سلبيّ، متعدد الأوجه والسّمات. ولما كان هدفي هنا هو مجرد "فشة خلق" ليس إلا، فلن أدخل منعطفا أعرض فيه لهذه السمات، واستعرضها في المواقف الحياتية المختلفة، حسب معاييرنا الشرقية.
الصراحة أحيانا قد يُظن بها الوقاحة، وما آمله هو أن لا أقطع هذا الخيط الرفيع الفاصل بينهما.
لقد سجلت لهذا المنتدى قبل حوالي الثمانية أشهر، وقد كان دأبي وما زال هو استعراض المواضيع الجديدة التي أدرجت بعد آخر زيارة لي وقراءتها، أجل قراءتها، بغض النظر عن الجانر الأدبي الذي تنتمي إليه. ليس هذا فحسب، بل أجدني أتصفح المواضيع التي أُدرجت حتى قبل تسجيلي في هذا المنتدى.
وأعتقد أنها مدة كافية لاستخلاص النتائج واتخاذ المواقف حول تصرفات البعض من أعضاء المنتدى.
لن أكون متفهمة هنا، ولن أختلق الأعذار لهؤلاء، الّذين لا تحضرني الآن سوى صفة واحدة ألصقها بهم ألا وهي الْوقاحة. هذه الوقاحة التي تتجلّى في الامتناع المتعمد عن التعقيب على مواضيع زملائهم، حتى لو قام هؤلاء بزيارة مواضيعهم وقراءتها والتعليق عليها، فنراهم يدخلون المنتدى ويعلقون بطريقة انتقائية، على من يريدون (ويفعطون) خارجين، أو نراهم في المنتدى فقط في حال وأدرجوا فيه شيئا، كأنهم أودعوا فيه كنزا ثمينا.
إن دوافع هؤلاء يشمّ لها رائحة الخسّة (بكسر الحاء). وأعد هؤلاء بأنني سأقرأ ما يدرجون وسأستمتع بجماليات نصوصهم –إن كانت موجودة- لكنني سأمتنع عن التعقيب عليها.
صدقوني، لم أبنِ انطباعي هذا من مجرد تجاهل واحد أحد، بل من جراء تكرر هذا المشهد الذي يمدني بالاستياء. هذا التصرف هو وجه ثان اسمه الغرور لعملة وجهها الأول هو الشعور بالنقص والدونية.
فحين تقتبس من نص ما أجمل ما فيه، أو الفكرة المركزية منه أو قصد المؤلف ثم تبدأ كلامك بتحية ملؤها المحبة وتذكر في تعقيبك ما أعجبك في النص، وتضمن تعقيبك بعض المزاح وكلمة بالعامية هنا، وقولا شائعا هناك، ثم تقول صراحة ودون مواربة ما لم يعجبك في النصّ، وتعطي اقتراحا في سبيل جعل النص القادم أكثر اكتمالا، فذلك يشي بكثير من الصفات، أولها الاحترام للكلمة المكتوبة وصاحبها، وثانيها أنه لديك ما يقال وثالثها أنه لديك موقف وجرأة لتعبر عن موقفك.وأنك تتحدث من فوق أرضية صلبة من الثقة بالنفس واليقين أنه بإمكانك كتابة نصوص جميلة أنت الآخر.
لكن ثمة من يبنون (نجاحهم) عن طريق التقليل من شأن الآخرين، فالتجاهل هو نوع من محاولة التقليل من شأن الآخرين، مثل ذلك مثل إهمال الأهل لأولادهم، والذي يصنف اليوم كسمة من سمات العنف. وهؤلاء ينظرون إلى النجاح وكأنه سلم، على المتسلقين أن يطأوا غيرهم ليصلوا، بعكس هؤلاء الذين يرون بأن تحت الشمس متسع للجميع.
وأخيرا، لن أعتذر لو شعر قارئ ما بأنني قطعت الخط الأحمر بين الصراحة والوقاحة، لأنه لو فعل فإن ما جاء في المقال، ينطبق عليه.
ملاحظة: لقد وجه هذا النص للجنسين، وإن كان قد كتب بصيغة المخاطب المذكّر

ما شاء الله عليك يا دموووع ان شاء الله بنكون في حسن ضنك
وان شاء الله بنكون من تلك المجموعة التي تتصفح وتناقش وتفهم وتقدر

تحياتي لك