إزابيل الفرنسية لأطبائها: أرجوكم أعيدوني جميلة كما كنت"

باريس: الوطن
توسلت الفرنسية إزابيل دينوري (38 عاما) أول مريضة تخضع لعملية زراعة وجه وقبل إجراء العملية إلى الأطباء قائلة "أرجوكم أعيدوني جميلة كما كنت" بعد أن مزقت كلبة شرسة وجهها.
وقالت ابنتها لوسي (17 عاما) بعد أن تحسنت صحة أمها بعد العملية لصحيفة الـ"صن" البريطانية: "كانت أمي ممددة على الأرض والكلبة جاثمة فوقها وكان وجهها ممزقا إلى أشلاء ومغطى بالدماء..وكانت الغرفة مظلمة وكنت خائفة جدا لكني أدركت أن شيئا سيئا قد حدث لأمي"
وكانت لوسي وأختها لوري (13 عاما) في منزل جدهما في مايو الماضي عندما اتصلت بهما والدتهما من شقتها في مدينة فلانسيز وكان صوتها غريبا وطلبت منهما إن كان بالإمكان الخروج للتمشي مع الكلبة.. لكن الأمر أزعجهما فأسرعتا إلى شقتها ومعهما جدتهما حيث فوجئا بالأمر فاتصلن بخدمات الطوارئ في الحال والذين طلبوا منهن الابتعاد والبقاء في دورة المياه ثم شرحوا لهن لاحقا ما تعرضت له إزابيل".
وتقول لوسي إن الكلبة "تينا" كانت تتصرف كما لم يحدث شيء وبدت مسرورة لرؤيتهن.. والغريب أنها لم يسبق لها أن عضت أحدا من قبل.. ولكن أمي لم تلق باللائمة عليها فقد فقدت وعيها نتيجة تناولها جرعة زائدة من أحد العقاقير وكانت الكلبة تحاول إيقاظها وعندما لم تفق تهيجت الكلبة التي قررت السلطات قتلها بعد أن رأت أنها تشكل خطرا على السلامة.
وتضيف:عند وصول أمي إلى المستشفى قام المسعفون في الوحدة الخاصة بتنظيف جروحها وتضميدها ولكن بعد أسبوع وعندما رأت وجهها المشوه تبين أنها فقدت أنفها وخدها وشفتيها.. لقد كانت امرأة جميلة لكن جمالها اختفى وكان مشهدا مؤثرا جعل دموعي تتساقط كقطرات المطر".
لكن الجراح الفرنسي المشهور جان ميشيل دوبرنار المتخصص في مستشفى بمدينة ليون الفرنسية فتح لهم طاقة من الأمل حيث أخبر إزابيل أنها مناسبة جدا لتخضع لأول عملية لزراعة الوجه في العالم.. لكن طال الوقت للعثور على متبرع مناسب إلى أن جاءتهم الأخبار تحمل البشرى بالعثور على متبرعة تدعى ليلى متوفية دماغيا نتيجة حادث مروري في نفس عمر وطول ووزن إزابيل. وقد تم الإبقاء على الأجهزة الحيوية للمساعدة على بقاء أنسجة وخلايا وجهها سليمة عن طريق دماء تتدفق إليها من القلب.
وقد حذرت إزابيل من أنها قد تتعرض للوفاة بنسبة 30% بسبب القيد الذي وضع على قلبها.. وبالفعل تم نزع وجه ليلى وزرعه لإزابيل التي كانت أولى كلماتها للطاقم الطبي عندما أفاقت من التخدير "شكرا لكم".
لكن المشكلة بالنسبة لإزابيل لم تنته بعد فهي ستواجه كثيراً من المعاناة بسبب الجرعات الزائدة التي تتناولها من مثبطات المناعة حتى لا يرفض جسمها الوجه الجديد الغريب عنه.. وقال الأطباء لها إن لديها فرصة للحياة بشكل طبيعي ويمكن أيضا أن تبدو جميلة.
ورغم نجاح العملية إلا أنها فجرت جدلا عالميا حول أخلاقيات العملية.. فقد ذكر موقع "سي إن إن" الإخباري أن فريقاً من الأطباء أبدى قلقاً حول التأثير النفسي للجراحة على المريضة،نقلاً عن الأسوشيتد برس.
واتهم مستشار لجنة أخلاقيات الطب في فرنسا الدكتور لورن لانتيري، الفريق الطبي الذي قام بالجراحة بخرق توصيات اللجنة لفشلهم في إجراء جراحة لإعادة ترميم وجه المريضة أولاً والمسارعة لعملية الزراعة كبديل.
وكانت اللجنة قد أبدت في وقت سابق معارضتها لإجراء العملية ورهنت النظر في إجراء جراحة جزئية بقيود صارمة للغاية منها اللجوء إلى جراحة تجميل تقليدية.
وأضاف لانتيري قائلاً "اللجنة حظرت تماماً القيام بمثل هذا النوع من الزراعة كإجراء طارئ".
لكن رئيسة اللجنة الفرنسية لجراحة التجميل كارين كامبي استبعدت جدوى إجراء عملية تجميلية لإعادة ترميم وجه المريضة قائلة "لم يكن هناك مجال لإعادة وظائف الوجه إلى طبيعتها بالجراحة التقليدية.. لم يكن في مقدورها الأكل طبيعياً أو الكلام".
وقالت إن المريضة خضعت لجلسات علاج نفسي وأبدت موافقتها لجميع المخاطر والأعراض الجانبية التي قد تترافق والجراحة، منها رفض الجسم للأعضاء المزروعة.
وذكر رئيس اللجنة الأخلاقية بجمعية نقل الأعضاء البريطانية، ستيفن ويغمور، إن فرقاً في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا كانت تسعى لتطوير تقنيات تجعل من زراعة الوجه حقيقة ماثلة، نقلاً عن رويترز.
وقال أيان هاتشينز جراح الوجه ورئيس مجلس لإدارة مؤسسة إنقاذ الوجوه.. مؤسسة بحوث جراحة الوجه الخيرية هذه أول عملية نقل وجه في العصر الحديث". وأضاف أنه على الرغم من ضرورة الاحتفال بكل تقدم طبي محرز فان العملية أثارت كثيرا من القضايا الأخلاقية. وقال "هذه جراحة متصلة بنوعية الحياة أكثر من كونها عملية إنقاذ حياة.. ولها كثير من التبعات على حياة أسرتي المتلقي والمانح".